قصة الملكة بلقيس مع النبى سليمان عليه السلام

القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الملكة بلقيس مع النبى سليمان عليه السلام

اشتهرت بلقيس بقصتها المعروفة مع سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وورد ذكرها في القرآن الكريم وغيره من الكتب المنزلة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏واشتهرت في كتب التواريخ بأنه كان لها ملك عظيم، واسع الأطراف عاصمته (سبأ) في بلاد اليمن.
وكان لها من المجد والسلطان والجمال، والعز والشرف ما يضرب به الأمثال حتى قال بعضهم: إنه كانت تحت نفوذها 400 أربعمائة ملك يستظلون برايتها، لكل منهم جيش يبلغ أربعين ألف مقاتل.
وأما عرشها الوارد ذكره في القرآن الحكيم، فقيل: إنه كان سريرًا ضخمًا من ذهب وفضة، مرصعًا بالجواهر الكريمة، وكان في جوف سبعة بيوت، عليها سبعة أغلاق، كل بيت داخل الآخر وهو في آخرها.
وقيل: كان مقدمه من الذهب محلى بالياقوت الأحمر، والزمرد الأخضر، ومؤخره من فضة مكللًا بأنواع الجواهر واللآلي؛ وأنه وإن كان في هذا الوصف مبالغة عظيمة إلا أنه يدل على أن ذلك العرش لم يسبق له مثيل في الجمال والأبهة.
وأما قصتها مع سيدنا سليمان فهي مذكورة في قصته الواردة في الجزء الأول من أحسن القصص وتتلخص فيما يأتي:
أنه عليه السلام لما سمع بصيتها، وأوصاف عرشها قال: { أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } فجاء الهُدهُد، وكان قد عرف مكان بلقيس فأخبره بخبرها ودله على مكانها (وكان عليه السلام يعرف لغة الطير) فكتب لها سليمان كتابًا وقال للهدهد: { اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إلَيْهِمْ } فوافاها وهي في قصرها، فرمى الكتاب في حجرها فقرأته، فإذا به { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وأْتُونِي مُسْلِمِينَ } فأخبرت قومها بأمر هذا الكتاب فقالوا: { نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ والأَمْرُ إلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }.
وقد مدح القران ذكاء هذه الملكه وحكمتها لانها :
قالت: إني مرسلة إليهم بهدية، فإن قبلها ملكهم فهو من ملوك الدنيا، فنحن أعز منه وأقوى، وإن لم يقبلها فهو نبي من عند الله , فحدَّثت نفسها بأن تُهادِنه وتشتري السلام منه بهديَّة، وقرَّرت في نفسها أيضًا أن إرسالها بهدية إليه يُمكِّن رسلها الذين سترسلهم من دخول مملكته، وسيكونون عيونًا لها، يرجعون بأخبار قومه وجيشه، وفي ضوء هذه المعلومات سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكنًا، ثم أخبرت رؤساء قومها، بأنها ترى استكشاف نوايا سليمان عن طريق إرسال هديَّة إليه، وأقنعت رؤساء قومها بنبْذ فكرة الحرب مؤقَّتًا،
ثم مدح الله انها تأخذ بمبدأ الشورى فى الحكم " فى قولها:
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 29 - 31]،
ثم مدح القران حكمتها :
كان التحدي؛ لأن الرسالة بلهجتها المتعالية المهذَّبة، أثارت غرور القوم وأحاسيسهم بالقوة: ﴿ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ [النمل: 33]، أراد رؤساء قومها أن يقولوا: نحن على استعداد للحرب، ولكن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها؛ فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرَها أكثر مما استفزَّتها للحرب.
وصلت هدية الملكة بلقيس إلى سليمان، فجاءته أجهزة استطلاعاته بنبأ وصول رُسل بلقيس، وهم يحملون الهدية، وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلتْ رجالها ليَعرفوا معلومات عن قوَّته؛ لتُقرِّر موقفها بشأنه، ونادى سليمان في المملكة كلها أن يُحشَد الجيش، ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدجَّجة بالسلاح، ففوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثَرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان شيئًا مخجلاً، وصَغُرت هديَّتُهم في عيونهم، وكانت من الذهب، ووقفت رسل بلقيس مع سليمان ريثما ينتهي من استعراض جيشه، وراحت أذهانهم تُسجِّل عدد الجنود ونوعيَّتهم وكثرتهم، ثم فوجئوا أن في الجيش أسودًا ونمورًا وطيورًا وجنودًا، تنقُل عن طريق الطيران.
قال تعالى: ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ [ص: 36]، وتدلَّت أفواههم من الدهشة، وأدركوا أنهم أمام جيش لا يُقاوَم.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

Find a sponsor for your web site. Get paid for your great content. shareasale.com.
التنقل السريع