كيف نربي أطفالنا علي الصيام ،،،،،،،، ؟
كيف نربي أطفالنا علي الصيام ،،،،،،،، ؟ |
أولاً: استقبال شهر رمضان :
يجب على الأهل استِقبال الشهر بالابتهاج والفرحة، والتحدُّث مع أطفالهم عن هذا الشهرِ؛ ليُشعِروا أطفالَهم بعظمة هذا الشهر، وأننا نَنتظِر هذا الشهر كلَّ عام؛ لما فيه من خيرات، ومُضاعَفة الحسنات، وما في لياليه مِن خير، فبذلك نربِّي عند الطفل ما فعله السلف: (بعض السلف كانوا يدْعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم شهر رمضان، ثم يدْعون الله ستة أشهر أن يتقبَّله منهم)، وهكذا يتربَّى في نفس الطفل ما فعله السلفُ الصالح.
ثانيًا - الصيام :
والسنُّ التي يبدأ الآباء بتعليم أولادهم الصيامَ فيها هي سنُّ الإطاقة للصيام، وهي تختلف باختلاف بِنيَة الطفل، وقد حدَّده بعض العلماء بسنِّ العاشرة.
قال الخرقي: "وإذا كان للغلام عشْر سنين، وأطاق الصيام، أُخِذَ به".
وقال الأوزاعي: "إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعًا لا يَخور فيهن ولا يَضعُف، حُمِّلَ صومَ شهر رمضان".
وقال إسحاق: "إذا بلغ ثِنتي عشرة أحبُّ أن يُكلَّف الصوم للعادة".
واعتباره بالعشر أَولى؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالضرب على الصلاة عندها، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن؛ لقرب إحداهما من الأخرى، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام، إلا أن الصوم أشقُّ؛ فاعتبرت له الطاقة؛ لأنه قد يُطيق الصلاة من لا يطيقه" .
وكان هدْي الصحابة - رضي الله عنهم - مع أولادهم، أنهم يأمرون مَن يُطيق بالصيام، فإذا بكى أحدهم من الجوع، دُفع إليه اللعب يتلهَّى بها، ولا يجوز الإصرار على الصيام إذا كان يضرُّهم أو يُسبِّب ضعفًا لهم.
أخطاء الآباء مع أبنائهم :
هناك كلمة يقولها بعض الآباء: "ابني لم يَكبَر بعدُ"، "ما زالت سنُّه صغيرةً".
إن مثل هؤلاء من الآباء ممن تقاعسوا عن تعليم أبنائهم الصيامَ وغيره من العبادات بدافع الطفولة وصِغَر السنِّ - قد فوَّتوا على أبنائهم فرصًا ثمينةً وهم لا يشعرون، أتعْلَم لماذا؟! لأن من شبَّ على شيء، شابَ عليه.
فقد أثبتت التجرِبة أن الطفل الذي يَعتاد أمرًا ما من سنٍّ صَغيرة، تَنغرِس هذه العادة في شخصيته طوال عمره ولا تُفارقه أبدًا، ولو حاول أن يتركها ما استطاع ذلك، وفي هذا قال الشاعر:
ويَنشأ ناشئُ الفِتيان فينا
على ما كان عوَّده أبوهُ
فهذه الربيع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - تحكي عن مجتمع الصحابة: "أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَداة عاشوراء إلى قُرى الأنصار التي حول المدينة:
((من كان أصبَح صائمًا، فليُتمَّ صومه، ومن كان أصبح مُفطِرًا، فليُتمَّ بقيَّة يومه))، فكُنَّا بعد ذلك نَصُومه، ونُصوِّم صبيانَنا الصغار منهم - إن شاء الله - ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"، والعِهْن: هو الصوف".
تعليقات