ماذا أكتب عن الصلاة ؟
الصلاة في ظاهر الأمر للإنسان الغافل هي عبارة عن فاصل عن الحياة ، هي فعلًا كذلك ؛ لكن الغافل لا يرى لها فائدة ، بل و يراها مضيعة للوقت، لا تنفع ، لا تُغني ،فها أولاء القوم الغير مؤمنين ، لا يصلون ، ولكن تراهم سعداء ، و لديهم الدنيا كأنها تعبدهم ، حسنًا .. إلى هنا أنت غافل ؛
فما هذا الرزق إلا رحمة من ربك حتى يأتي أجلهم ، فإن آمنوا فقد اهتدوا و إن ضلوا فعليهم ضلالهم .
يا أحبائي ، أما قرأتم أو سمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " ، فالله جل جلاله لا يحتاجنا و لا يزيد في ملكه طاعتنا إنما نحن نعمل لأنفسنا ، يقول الله تعالى " من اهتدى فلنفسه " ، فما طاعتك إلا مصلحة لك ، و ما هي إلا دليل أنك مسلم تعي ما يكون الإسلام
إذًا ما يكون الإسلام ؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث " بُني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و صوم رمضان ، و حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا "
هذا الحديث بمضمونه يأخذنا إلى حديث آخر ، حيث سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلًا :
يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار ،فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : لقد سألت عن عظيم و إنه ليسير على من ييسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئًا و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة ، و الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار ، و صلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا " تتجافى جنوبهم عن المضاجع ..... " إلى "....... جزاء بما كانوا يعملون "
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه ؟
قال معاذ بن جبل : بلى يا رسول الله
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :رأس الأمر الإسلام ، و عموده الصلاة ، و ذروة سنامه الجهاد .
ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟
قال معاذ : بلى يا رسول الله
فأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بلسانه و قال : كُف عليك هذا
قال معاذ : و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ثكلتك أمك يا معاذ ، و هل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم . "
إذًا هذا هو الإسلام الذي هو تذكرة الجنة بإذن الله ، لكن ما معنى أن الصلاة عمود الإسلام ؟ ، حسنًا ، هناك تشبيه رائع لفهم الأمر ، فالخيمة لا تقوم إلا بعمود في مركزها لتستند عليه ، أما الأوتاد المثبتة بالحبال من الخارج هي للتدعيم ، فإذا سقط العمود سقطت الخيمة و لا حاجة إذًا للأوتاد ، فالخيمة هي الإسلام و الصلاة هي العمود و الأوتاد هي باقي الخيرات
فلا خير في خيرات بدون صلاة ، و الصلاة أثرها طيب و يزداد الاثر الطيب بالخيرات
فإن كان المفهوم المتكون عن الصلاة أنها شئ مهم لكن غير ضروري فأنت غافل و لكن لكي تنتقل نقطة الغين إلى الفاء لابد من فهم ماهية الصلاة حقًا .
أهمية الصلاة :-
كما سبق في الحديث الشريف أن الإسلام له خمسة أركان ، لكن ركن واحد فقط هو الذي صدر الأمر به مباشرة من الله
لرسوله ﷺ من غير ملكٍ بينهما ، و حتى لا نخرج من صلب موضوعنا ارجعوا إلى قصة الإسراء و المعراج .
إذًا :-
الصلاة هي ركن بالغ الأهمية ، إن لم يكن الأهم ، لكن إذا تحدثت بلاغتي عن الصلاة لن تقترب حتى إلى جمال بلاغة من
أُوتي جوامع الكَلِم ﷺ لذا سأسرد إليكم فقط ما يوفقني الله
له من أحاديث نبيه ﷺ ،
لكن قبلها سنتطرق إلى حكم تارك الصلاة :-
١- من تركها جحودًا لها و لوجوبها ⬅️ كافر بالإجماع
٢- من تكاسل عنها مع إقراره لوجوبها ⬅️ هناك من العلماء
من يكفّره لقوله ﷺ " من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله و رسوله " ، و هناك من يفسّقه ، إذًا تركك للصلاة يجعلك بين كافر او فاسق،
و عليه فلا خيار لنا أصلًا في إقامة الصلاة أو لا ، إنما هو أمر واجب التنفيذ و والله لو علمتم ما في الصلاة حقًا لأيقنتم أنها هبة و نعمة مفروضة علينا .
نأتي إلى كلام سيد الخلق ﷺ عن الصلاة :-
١-" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر "
٢-"من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة"
٣-"خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ , فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ , إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ"
٤-"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي"
٥-"تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا."
٦-"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى , وَإِنِّي لأَحْسَبُ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ مِنْ بَيْتِهِ , وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ , وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ , وَمَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلاةِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً"
٧-"أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا"
ماهي الصلاة :-وضحنا ما هي الصلاة بالنسبة للدين ، و أنها بمثابة بطاقة تعريف أنك مسلم، و وضحنا فضلها و أهميتها على لسان المصطفى ﷺ ، لكن لسان حالك أيها القارئ :( أنا مقتنع تمامًا أن الصلاة فرض لكن هناك عدة مشاكل تواجهني ) ، حسنًا سأحاول أن أعيد ترتيب أفكارك في كلمات :-
أولًا : الصلاة أولى الأولويات :-
فلتعلم أيها القارئ العزيز أن أمر الله لا يقبل وجهي القبول أو الرفض ، إما قبول و إما إثم الرفض ، يقول الله "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" ،
و الصلاة أمر و فرض ، فأيًا كانت مشاكلك فلا يلزمك إلا أن تتخلص من هذه التي تسميها مشاكل او عقبات لأنها أبدًا لن تكون عذرًا لترك الصلاة ، إن كنت في عمل فالله أكبر من العمل ، إن كنت في لعب فالله أكبر من اللعب ، إن كنت نائمًا و استيقظت و أدركت أن عليك صلاة و لكن تريد أن يغلبك النوم فالله أكبر و الصلاة خير من النوم ، لا يوجد في الإسلام عذر أبدًا إلا للحائض أو المجنون أو النائم حتى يستيقظ ، إن لم تكن من هؤلاء فلتعلم يا حبيب أنه كما جاء في الحديث "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر" .
ثانيًا : ماهية الصلاة :-
يقول الله "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"
أنت وحدك يا حبيب من تساعد الشيطان على انتصاره او تجبره على انحداره ، له أساليب ذكية و طرق ملتوية صحيح ، لكن الله خلقك بمقدرة التغلب على هكذا وساوس ، فعندما توليه عقلك و تقتنع أن الصلاة ما هي إلا مشقة ، صدقني ستتكاسل ، و كيف لك يا حبيب أن تقول على نعمة أنعمها الله عليك مشقة ؟
ستسأل الصلاة فرض لا خلاف في ذلك لكن كيف نعمة؟
ماهي الصلاة (٢) :-
كيف أن الصلاة نعمة :-
بدايةً لا يأمر الله تعالى بشئ إلا لنرتقي به .
سل ( اسأل ) يا حبيب من كان لا يصلي ثم انتظم في صلاته و سيجيبك من خلال تجربته عن معنى الرقي في الحياة ، عن جمال راحة البال ، سيجيبك أكثر ، ذلك الذي يتدبر في صلاته ، سَلْهُ ما هي الصلاة ؟
سيجيبك قائلًا :
أ تدري حينما يصيبك الاكتئاب و الإرهاق من كثرة العمل او التفكير في أمر ما؟! ، زوال هذا بالصلاة ، هي فاصل لتنقية العقل و تصفية البال و راحة النفس و شحنها بما يقويها ، تدبر في شئ بدايته كلمة مرادها أن الدنيا بما فيها لا قيمة لها حينما أناجي ربي ، كلمة الله أكبر ، حسنًا هنا أنت قد انفصلت عن الدنيا و دخلت إلى أمان الله ، قسمًا بفاطر السماء يكفيني طمأنينة أن روحي لو قُبضت ستقبض و أنا بين يدي خالقها قريبًا منه ، تكفيني هذه الخاتمة ،
أ تدري !!، الصلاة ستعلمك التواضع إذا فكرت فيها ، أنك مهما بلغت فأنت لم تبلغ ، زوال دنياك في لحظة ، هذا كفيل بأن يتخذ التكبر عنك سبيلًا ،
ثم ماذا بعد الله أكبر ، الفاتحة تقول بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي ،
تقول الرحمن الرحيم يقول الله أثني علىّ عبدي ،
تقول مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي ،
تقول إياك نعبد و إياك نستعين يقول الله هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل ،
فتدبر يا أخي ماذا قد أمرك الله أن تقول من آياته بعد هذا ؟
تقول اهدنا الصراط المستقيم يقول الله هذا لعبدي و لعبدي ما سأل
أ تتخيل أن الله يأمرنا أن ندعوه بهدايتنا كل يوم ١٧ مرة ، إنه الرحمن إنه الرحمن إنه الرحمن ،
أ تتخيل أنك تهرب من رحمة الله ، أ أنت عاقل ؟ أبدًا و رب الكعبة ،
رب رحيم يعطيك النعم و لا يبالي و أنت تعصيه و تعرض عنه و تتكبر عن فروضه ، و يمهلك لتتوب ثم تعرض ، رفقًا بنفسك يا حبيب فإن عذاب الله شديد
ماهي الصلاة (٣) :-... قرأت الفاتحة ثم سورة قصيرة أو لا ثم تقول الله أكبر ثم تركع ، اعترافًا منك بالذل و الخضوع لله قائلًا سبحان ربي العظيم و أنت في قرارة نفسك عبد فقير لا حول له و لا قوة إلا بربه العظيم ،
تَفْرُغ من الركوع قائلًا سمع الله لمن حمده ، ثم تقول الله أكبر ، لتكون أقرب ما يكون من الله ، لتكون ساجدًا ، تمام الذل و كمال الخضوع من فقير إلى غني ، من ضعيف إلى قوي ، من فانٍ إلى الحي ، أتتخيل أن الله فرض عليك الاقتراب منه ، عارٌ عليك الابتعاد و هنيئا إن أجبت ، جاء في الحديث أن أحد الصحابة قال للنبي ﷺ : أسألك مرافقتك في الجنة ، فأجابه النبي ﷺ بقوله : أعنّي على ذلك بكثرة السجود .
هذه هي الصلاة المفروضة هذه هي النعمة المفروضة ، علينا بها و رب الكعبة لأنه حقًا ماذا فعل الله لنا لكي نتجنب لقائه أو من نحن في الأصل لنعرض عن أمر الله ؟
فالصلاة الصلاة يا أمة الإسلام .
و الآن بعدما قرأت و غُرِسَت فيك جذور اليقين بأن الصلاة لابد منها و تركها هلاك ، ألم تتفكر حين تجيب على سؤال " هل تحب الله ؟ " بنعم أحبه ، ألم تتفكر أبدًا و تناقش نفسك قائلًا ما هذا التناقض ، كيف أحبه و أبتعد عنه ، إنما المحبة طاعة يا حبيب ؟ فإن المحبَّ لمن يحبُّ مُطيعُ .
حاولت في الكلمات السابقات أن أحاول توضيح مصيبة ترك الصلاة و واجب القيام بها ، فإن أصابني التوفيق فمن الله وحده و بذلك أسأله ، و إن عجزت كلماتي فمني و من الشيطان .
أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما يحب و يرضى .
الصلاة في ظاهر الأمر للإنسان الغافل هي عبارة عن فاصل عن الحياة ، هي فعلًا كذلك ؛ لكن الغافل لا يرى لها فائدة ، بل و يراها مضيعة للوقت، لا تنفع ، لا تُغني ،فها أولاء القوم الغير مؤمنين ، لا يصلون ، ولكن تراهم سعداء ، و لديهم الدنيا كأنها تعبدهم ، حسنًا .. إلى هنا أنت غافل ؛
فما هذا الرزق إلا رحمة من ربك حتى يأتي أجلهم ، فإن آمنوا فقد اهتدوا و إن ضلوا فعليهم ضلالهم .
يا أحبائي ، أما قرأتم أو سمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " ، فالله جل جلاله لا يحتاجنا و لا يزيد في ملكه طاعتنا إنما نحن نعمل لأنفسنا ، يقول الله تعالى " من اهتدى فلنفسه " ، فما طاعتك إلا مصلحة لك ، و ما هي إلا دليل أنك مسلم تعي ما يكون الإسلام
إذًا ما يكون الإسلام ؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث " بُني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و صوم رمضان ، و حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا "
هذا الحديث بمضمونه يأخذنا إلى حديث آخر ، حيث سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلًا :
يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار ،فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : لقد سألت عن عظيم و إنه ليسير على من ييسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئًا و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة ، و الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار ، و صلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا " تتجافى جنوبهم عن المضاجع ..... " إلى "....... جزاء بما كانوا يعملون "
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه ؟
قال معاذ بن جبل : بلى يا رسول الله
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :رأس الأمر الإسلام ، و عموده الصلاة ، و ذروة سنامه الجهاد .
ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟
قال معاذ : بلى يا رسول الله
فأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بلسانه و قال : كُف عليك هذا
قال معاذ : و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ثكلتك أمك يا معاذ ، و هل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم . "
إذًا هذا هو الإسلام الذي هو تذكرة الجنة بإذن الله ، لكن ما معنى أن الصلاة عمود الإسلام ؟ ، حسنًا ، هناك تشبيه رائع لفهم الأمر ، فالخيمة لا تقوم إلا بعمود في مركزها لتستند عليه ، أما الأوتاد المثبتة بالحبال من الخارج هي للتدعيم ، فإذا سقط العمود سقطت الخيمة و لا حاجة إذًا للأوتاد ، فالخيمة هي الإسلام و الصلاة هي العمود و الأوتاد هي باقي الخيرات
فلا خير في خيرات بدون صلاة ، و الصلاة أثرها طيب و يزداد الاثر الطيب بالخيرات
فإن كان المفهوم المتكون عن الصلاة أنها شئ مهم لكن غير ضروري فأنت غافل و لكن لكي تنتقل نقطة الغين إلى الفاء لابد من فهم ماهية الصلاة حقًا .
أهمية الصلاة :-
إذًا :-
الصلاة هي ركن بالغ الأهمية ، إن لم يكن الأهم ، لكن إذا تحدثت بلاغتي عن الصلاة لن تقترب حتى إلى جمال بلاغة من
أُوتي جوامع الكَلِم ﷺ لذا سأسرد إليكم فقط ما يوفقني الله
له من أحاديث نبيه ﷺ ،
لكن قبلها سنتطرق إلى حكم تارك الصلاة :-
١- من تركها جحودًا لها و لوجوبها ⬅️ كافر بالإجماع
٢- من تكاسل عنها مع إقراره لوجوبها ⬅️ هناك من العلماء
لكن قبلها سنتطرق إلى حكم تارك الصلاة :-
١- من تركها جحودًا لها و لوجوبها ⬅️ كافر بالإجماع
٢- من تكاسل عنها مع إقراره لوجوبها ⬅️ هناك من العلماء
من يكفّره لقوله ﷺ " من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله و رسوله " ، و هناك من يفسّقه ، إذًا تركك للصلاة يجعلك بين كافر او فاسق،
و عليه فلا خيار لنا أصلًا في إقامة الصلاة أو لا ، إنما هو أمر واجب التنفيذ و والله لو علمتم ما في الصلاة حقًا لأيقنتم أنها هبة و نعمة مفروضة علينا .
و عليه فلا خيار لنا أصلًا في إقامة الصلاة أو لا ، إنما هو أمر واجب التنفيذ و والله لو علمتم ما في الصلاة حقًا لأيقنتم أنها هبة و نعمة مفروضة علينا .
نأتي إلى كلام سيد الخلق ﷺ عن الصلاة :-
١-" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر "
١-" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر "
٢-"من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة"
٣-"خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ , فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ , إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ"
٤-"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي"
٥-"تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا."
٦-"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى , وَإِنِّي لأَحْسَبُ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ مِنْ بَيْتِهِ , وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ , وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ , وَمَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلاةِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً"
٧-"أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا"
أولًا : الصلاة أولى الأولويات :-
فلتعلم أيها القارئ العزيز أن أمر الله لا يقبل وجهي القبول أو الرفض ، إما قبول و إما إثم الرفض ، يقول الله "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" ،
و الصلاة أمر و فرض ، فأيًا كانت مشاكلك فلا يلزمك إلا أن تتخلص من هذه التي تسميها مشاكل او عقبات لأنها أبدًا لن تكون عذرًا لترك الصلاة ، إن كنت في عمل فالله أكبر من العمل ، إن كنت في لعب فالله أكبر من اللعب ، إن كنت نائمًا و استيقظت و أدركت أن عليك صلاة و لكن تريد أن يغلبك النوم فالله أكبر و الصلاة خير من النوم ، لا يوجد في الإسلام عذر أبدًا إلا للحائض أو المجنون أو النائم حتى يستيقظ ، إن لم تكن من هؤلاء فلتعلم يا حبيب أنه كما جاء في الحديث "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر" .
ثانيًا : ماهية الصلاة :-
يقول الله "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"
أنت وحدك يا حبيب من تساعد الشيطان على انتصاره او تجبره على انحداره ، له أساليب ذكية و طرق ملتوية صحيح ، لكن الله خلقك بمقدرة التغلب على هكذا وساوس ، فعندما توليه عقلك و تقتنع أن الصلاة ما هي إلا مشقة ، صدقني ستتكاسل ، و كيف لك يا حبيب أن تقول على نعمة أنعمها الله عليك مشقة ؟
ستسأل الصلاة فرض لا خلاف في ذلك لكن كيف نعمة؟
يقول الله "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"
أنت وحدك يا حبيب من تساعد الشيطان على انتصاره او تجبره على انحداره ، له أساليب ذكية و طرق ملتوية صحيح ، لكن الله خلقك بمقدرة التغلب على هكذا وساوس ، فعندما توليه عقلك و تقتنع أن الصلاة ما هي إلا مشقة ، صدقني ستتكاسل ، و كيف لك يا حبيب أن تقول على نعمة أنعمها الله عليك مشقة ؟
ستسأل الصلاة فرض لا خلاف في ذلك لكن كيف نعمة؟
كيف أن الصلاة نعمة :-
بدايةً لا يأمر الله تعالى بشئ إلا لنرتقي به .
سل ( اسأل ) يا حبيب من كان لا يصلي ثم انتظم في صلاته و سيجيبك من خلال تجربته عن معنى الرقي في الحياة ، عن جمال راحة البال ، سيجيبك أكثر ، ذلك الذي يتدبر في صلاته ، سَلْهُ ما هي الصلاة ؟
سيجيبك قائلًا :
أ تدري حينما يصيبك الاكتئاب و الإرهاق من كثرة العمل او التفكير في أمر ما؟! ، زوال هذا بالصلاة ، هي فاصل لتنقية العقل و تصفية البال و راحة النفس و شحنها بما يقويها ، تدبر في شئ بدايته كلمة مرادها أن الدنيا بما فيها لا قيمة لها حينما أناجي ربي ، كلمة الله أكبر ، حسنًا هنا أنت قد انفصلت عن الدنيا و دخلت إلى أمان الله ، قسمًا بفاطر السماء يكفيني طمأنينة أن روحي لو قُبضت ستقبض و أنا بين يدي خالقها قريبًا منه ، تكفيني هذه الخاتمة ،
أ تدري !!، الصلاة ستعلمك التواضع إذا فكرت فيها ، أنك مهما بلغت فأنت لم تبلغ ، زوال دنياك في لحظة ، هذا كفيل بأن يتخذ التكبر عنك سبيلًا ،
ثم ماذا بعد الله أكبر ، الفاتحة تقول بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي ،
تقول الرحمن الرحيم يقول الله أثني علىّ عبدي ،
تقول مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي ،
تقول إياك نعبد و إياك نستعين يقول الله هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل ،
فتدبر يا أخي ماذا قد أمرك الله أن تقول من آياته بعد هذا ؟
تقول اهدنا الصراط المستقيم يقول الله هذا لعبدي و لعبدي ما سأل
أ تتخيل أن الله يأمرنا أن ندعوه بهدايتنا كل يوم ١٧ مرة ، إنه الرحمن إنه الرحمن إنه الرحمن ،
أ تتخيل أنك تهرب من رحمة الله ، أ أنت عاقل ؟ أبدًا و رب الكعبة ،
رب رحيم يعطيك النعم و لا يبالي و أنت تعصيه و تعرض عنه و تتكبر عن فروضه ، و يمهلك لتتوب ثم تعرض ، رفقًا بنفسك يا حبيب فإن عذاب الله شديد
تَفْرُغ من الركوع قائلًا سمع الله لمن حمده ، ثم تقول الله أكبر ، لتكون أقرب ما يكون من الله ، لتكون ساجدًا ، تمام الذل و كمال الخضوع من فقير إلى غني ، من ضعيف إلى قوي ، من فانٍ إلى الحي ، أتتخيل أن الله فرض عليك الاقتراب منه ، عارٌ عليك الابتعاد و هنيئا إن أجبت ، جاء في الحديث أن أحد الصحابة قال للنبي ﷺ : أسألك مرافقتك في الجنة ، فأجابه النبي ﷺ بقوله : أعنّي على ذلك بكثرة السجود .
هذه هي الصلاة المفروضة هذه هي النعمة المفروضة ، علينا بها و رب الكعبة لأنه حقًا ماذا فعل الله لنا لكي نتجنب لقائه أو من نحن في الأصل لنعرض عن أمر الله ؟
فالصلاة الصلاة يا أمة الإسلام .
و الآن بعدما قرأت و غُرِسَت فيك جذور اليقين بأن الصلاة لابد منها و تركها هلاك ، ألم تتفكر حين تجيب على سؤال " هل تحب الله ؟ " بنعم أحبه ، ألم تتفكر أبدًا و تناقش نفسك قائلًا ما هذا التناقض ، كيف أحبه و أبتعد عنه ، إنما المحبة طاعة يا حبيب ؟ فإن المحبَّ لمن يحبُّ مُطيعُ .
حاولت في الكلمات السابقات أن أحاول توضيح مصيبة ترك الصلاة و واجب القيام بها ، فإن أصابني التوفيق فمن الله وحده و بذلك أسأله ، و إن عجزت كلماتي فمني و من الشيطان .
أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما يحب و يرضى .
أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى ما يحب و يرضى .
تعليقات