خلق السماوات والأرض

القائمة الرئيسية

الصفحات

القرآن صريح في خلق السماوات والأرض من مادة سابقة وليس من عدم، أين ذلك؟؟
أولا:
في قوله تعالى (كانتا رتقا) ، والآية صريحة في وجود كينونة سابقة هي رتق لمواد السماوات والأرض في حالة مخالفة لما هي عليه الآن لأنه جرى للرتق فتق وخلق وتسوية، فوجب أن تكون مادة الرتق شيء يشبه مادة خلق آدم (تراب +ماء) ولكن بالطبع ليست تراب وماء، ولكن الشبه في حصول الخلق والتسوية عبر مراحل متتالية أوجد بها الله السماوات والأرض، كما اوجد آدم من مادة الأرض.
ثانيا:
(فاطر السماوات والأرض)
لو كان الفطر حادث للسماوات والأرض فقط لأمكن القول بالخلق من عدم ولكن الفطر حدث أيضا لآدم وذريته (فطرني _ فطركم)، فذرية آدم تم اشتقاقها من مادة آدم وبنيه ال قيام الساعة وذلك باشتقاق الماء المهين من الأصلاب، وفي هذا دلالة على ان الماء المهين كان في الأصلاب على صورة غير التي يخرج عليها من الأصلاب. وكذا آدم لم يخلق من عدم ولكن اشتقت مادته كذريته ولكن من مادة الأرض (تراب + ماء)، والمعنى اللغوي للفطر يجيز ذلك لأنه يعني اشتقاق القليل من الكثير كفطرة اللبن (اول اللبن وليس كله) وفطرة العنب (أي الجزء الصغير الذي يظهر من العنبة في اول نموها)، وكلاهما تم فطره من مخلوق سابق، وعليه فمادة الرتق مادة تم فطرها قبل فتقها، من ماذا تم فطرها؟؟، سكت الله عن ذلك وان كان هناك حديث صحيح يقول (خلق الله كل شيء من ماء)، فلعل الله أوجد عناصر كثيرة من الماء ثم اشتق منها عناصر الرتق أي فطرها قبل فتق الرتق والله تعالى أعلى وأعلم.
هناك فرق كبير ان نقول عن شيء ما انه كان لاشيء قبل خلقه وان نقول عن هذا الشيء مخلوق من عدم!!!
فكلمة لا شيء تفيد عدم وجود هذا الشيء بصفته التي نعرفها في وسط موجود يحتوي مواد هذا اللاشيء بالفعل،
فالكمبيوتر قبل صنعه هو لا شيء ولكن مكوناته في الوسط الموجود
آدم قبل خلقه كان لا شيء لأن مكوناته في الوسط الموجود وهي الماء والتراب
قال تعالى (هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)
فهذه مرحلة اللاشيء، ولكن الطفة موجودة فقال تعالى بعدها (انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج)، وقال تعالى مخاطبا زكريا عليه السلام لما تعجب من خلق ذرية له وهو الذي بلغ الكبر وامرأته عاقر فقال الله (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا)، اي لاشيء ولكن معلوم ان أمشاج زكريا التي خلق منها كانت موجودة في صلب ابيه وامه.
اما العدم أي غير مسبوق بأي وجود سوى وجود الله الخالق، فنقول ساعتها أوجد الله هذا الشيء من عدم أي لم يسبق بوجود ذات الشيء ولا وجود وسط يخلق منه الشيء.
والله قادر على فعل ذلك بالبديهة لان اسمه الاول وأوليته تقتضي وجوده وحده ولم يكن هناك شيء غيره، فلما أراد الخلق لأول مرة خلق من عدم، ولكن الله لم يذكر لنا ولو مثال واحد على الخلق من عدم، واول ذكر للخلق نعرفه هو خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء، فكيف خلق الله العرش؟ لا نعلم، وكيف خلق الماء؟ لا نعلم، هل كان هناك مخلوقات غير العرش والماء؟؟ لا نعلم.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (18/ 235-236) (ولم يذكر القرآن خلق شىء من لا شىء بل ذكر أنه خلق المخلوق بعد أن لم يكن شيئا كما قال وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا مع اخباره أنه خلقه من نطفة)
ولكن الذي نعلمه يقينا هو وجود خلق سابق على خلق السماوات والارض، ومن هذا الخلق السابق فطر الله مادة السماوات والأرض في صورة اسمها الرتق ومن مادة الرتق تم فتق السماوات والأرض والله تعالى أعلى وأعلم

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

Find a sponsor for your web site. Get paid for your great content. shareasale.com.
التنقل السريع