قصة توبة الصحابي (ماعز بن مالك) من الزنا !

القائمة الرئيسية

الصفحات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اقدم هذه القصة عن توبة الصحابي"ماعز بن مالك" وفي البداية اقدم الحديث وبعدها اترككم مع القصة اولا الدليل 149600 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ماعز بن مالك قال لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكتها لا يكني قال نعم قال فعند ذلك أمر برجمه الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 7/355 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط الشيخين
ثانيا القصة قصة الصحابى"ماعز بن مالك" ماعز بن مالك كان رجلا من الصحابة،وسوس له الشيطان يوما وأغراه بجارية لرجل من الأنصار،فخلا بها عن أعين الناس وكان الشيطان ثالثهما،فلم يزل يزين كلا منهما لصاحبه حتى زنيا! فلما فرغ ماعز من جرمه تخلى عنه الشيطان،فبكى وحاسب نفسه ولامها،وخاف من عذاب الله،وضاقت عليه حياته،وأحاطت به خطيئته،حتى أحرق الذنب قلبه،فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم،ووقف بين يديه وصاح من حر ما يجد وقال: يا رسول الله..إن الأبعد قد زنى فطهرنى فأعرض عنه النبى صلى الله عليه وسلم،فجاء من شقه الآخر فقال: يا رسول الله..زنيت فطهرنى فقال صلى الله عليه وسلم: ويحك ارجع..فاستغفر الله وتب إليه. فرجع غير بعيد،فلم يطق صبرا فعاد إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله..طهرنى فصاح به النبى صلى الله عليه وسلم وقال: ويلك..وما يدريك ما الزنا ثم أُمر به فطُرد وأُخرج.
 ثم أتاه الثانية فقال: يا رسول الله،زنيت فطهرنى فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك،وما يدريك ما الزنا ثم أمر به فطُرد وأُخرج ثم أتاه الثالثة والرابعة كذلك..فلما أكثر عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم:أبه جنون قالوا :يا رسول الله.ما علمنا به بأسا فقال: أشرب خمرا فقام رجل فاستنكهه وشمه فلم يجد منه ريح خمر،فقال صلى الله عليه وسلم: هل تدرى ما الزنا قال: نعم..أتيت من امرأة حراما،مثل ما يأتى الرجل من زوجته حلالا. فقال صلى الله عليه وسلم:فما تر يد بهذا القول قال:أريد أن تطهرنى قال صلى الله عليه وسلم:نعم فأمر به أن يُرجم..فرجم حتى مات.. فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبى صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه،فسمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذى ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رُجم رجم الكلاب..
 فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة..حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه. فقال صلى الله عليه وسلم:أين فلان وفلان قالا: نحن ذانِ يا رسول الله قال :انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار قالا: يا نبى الله..غفر الله لك،من يأكل من هذا! فقال صلى الله عليه وسلم :ما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة..لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم،والذى نفسى بيده إنه الآن لفى أنهار الجنة ينغمس فيها..  فطوبى لماعز بن مالك..نعم وقع فى الزنا..وهتك الستر الذى بينه وبين ربه..فلما فرغ من معصيته ذهبت اللذات..وبقيت الحسرات..لكنه تاب توبة لو قُسمت بين أمة لوسعتهم! اللهم اجعلنا من التوابين

هل كان ماعز متزوجاً ؟


هل كان ماعز بن مالك متزوجا أو غير متزوج , وإذا كان أعزب , فلماذا رُجم ؟ أسأل عن ذلك لأني قرأت أنه لم يكن متزوجا , وأنه رُجم لوقوعه المستمر في الزنا . لكن توجد أحاديث أخرى عن رجل من "بني أسلم" وكانت مشكلته تشابه مشكلة ماعز (الذي كان من أسلم) في كل التفاصيل لكن الأحاديث لم تذكر اسم الرجل, فهل ذلك الرجل هو ماعز ؟.

الحمد لله
الأحاديث التي ذكرت قصة ماعز رضي الله عنه في الصحيحين جاءت على أوجه متعددة : فجاء في بعضها ذكره باسمه ( ماعز ) وهذه لم يرد وصفه فيها بالإحصان ، وجاء في بعضها ذكره منسوباً إلى قبيلته ( رجل من أسلم ) ، وهذه ورد وصفه فيها بالإحصان .
وسياق هذه الأحاديث واحد مما يجعلنا نجزم أنها جميعاً تتحدث عن قصة واحدة وهي قصة ماعز رضي الله عنه وأنه كان محصناً ، وهذا قد ورد النص عليه في حديث واحد عند البيهقي كما سيأتي ، وهذه بعض الروايات :
أنه جاء في رواية " مسلم " : أنهم ألجأوا ماعزاً إلى الحرة ، فصرح باسمه ، وجاء في رواية " البخاري " : أنهم رجموا رجلاً من أسلم - وماعز رجل من أسلم كما في الحديث الآتي من رواية أبي سعيد – فألجأوه إلى الحرة ، ناهيك على ما في الروايتين من التشابه بأن الرسول أعرض عنه أربع مرات وغير ذلك .
هذا يجعلنا نجزم بأن الحديثين عن قصة رجل واحد ، وعليه : فقد جاء في رواية البخاري أنه محصن ، والروايتان هما :
أ. رواية مسلم ( 1694 ) :
عن أبي سعيد : " أن رجلا من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت فاحشة فأقمه عليَّ فرده النبي صلى الله عليه وسلم مراراً قال ثم سأل قومه ، فقالوا : ما نعلم به بأساً إلا أنه أصاب شيئاً يرى أنه لا يخرجه منه إلا أن يقام فيه الحد ، قال فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نرجمه ، قال فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد قال : فما أوثقناه ولا حفرنا له قال : فرميناه بالعظم والمدر والخزف ، قال : فاشتد واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة ( مكان بالمدينة ) فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة - يعني : الحجارة - حتى سكت ( أي مات ) " .
ب. رواية البخاري ( 4969) :
عن جابر : " أن رجلاً من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال إنه قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشقه الذي أعرض فشهد على نفسه أربع شهادات فدعاه فقال : هل بك جنون ؟ هل أحصنت ؟ قال : نعم ، فأمر به أن يرجم بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة فقتل " .
وعن أبي هريرة قال : " أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الآخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الآخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون ؟ قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به فارجموه ، وكان قد أحصن .. فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات " . رواه البخاري ( 4970 ) .
وجاء في سنن البيهقي مصرحاً بذلك :
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلا من أسلم شهد عنده بالزنا على نفسه أربع مرات فأمر به فرجم وكان قد أحصن قال زعموا أنه ماعز .
" سنن البيهقي الكبرى " ( 8 / 218 ) .
وقد نص الحافظ ابن حجر في فتح الباري على أن هذه الأحاديث في قصة رجل واحد هو ماعز رضي الله عنه فقال :
قوله ( رجل من أسلم ) أي : من بني أسلم القبيلة المشهورة ، واسم هذا الرجل ماعز بن مالك كما سيأتي مُسمىً عن ابن عباس رضي الله عنهما .
وقال الحافظ أيضاً :
حديث أنه صلى الله عليه وسلم رجم ماعزا وقد أحصن هو في الصحيحين عن أبي هريرة فقال له هل أحصنت ؟ قال : نعم ، وكذا للبخاري عن جابر .
" الدراية في تخريج أحاديث الهداية " ( 2 / 96 ) .
فهذه الأحاديث مجتمعة تجعلنا نجزم أن ماعزاً لما رجم كان محصناً .
ولم يرجم ماعز لكثرة فعله فاحشة الزنا وليس هناك دليل يدل على أن ماعزاً كان من المكثرين للزنا .
والرجم يستحقه الزاني المحصن سواء تزوج وطلق أو ماتت زوجته أو لا يزال متزوجاً .
ولا فرق بين من زنى مرة واحدة أو تكرر منه الزنى فمن كان محصناً وجب رجمه ، ومن كان غير محصن فحده جلد مائة وتغريب عام .
والله أعلم .
 لماذا استخدم النبي عليه الصلاة والسلام لماعز لفظة : «أَنِكْتَهَا» كما جاء في البخاري ؟في صحيح البخاري :

6824 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ» قَالَ: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَنِكْتَهَا». لاَ يَكْنِي، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ .

قال شيخنا الفاضل المفضال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى في شرح سنن أبي داود : 

قوله: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ ماعز بن مالك: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟)].
لما جاء إليه وقال: إنه زنى قال: (لعلك قبلت أو نظرت أو غمزت؟) يعني: لعله فهم أن ما ليس بزنا زنا، وظن أن التقبيل يكون زنا، وظن أن كونه نظر بشهوة زنا، أو كونه لمسها يكون زنا، وأنه يستحق عليه إقامة الحد، فكل ذلك يقول: لا، ثم بعد ذلك أفصح فقال: (أنكتها؟) والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان من عادته أن يفصح، ولكنه كان يكني، ولكن لما كان الأمر فيه خطورة وشدة، والأمر ليس بالهين ذكره بالاسم الصريح، كل ذلك من أجل التحقق من أن الذنب الذي حصل يستحق عليه الرجم، وهو الزنا الحقيقي، فلهذا أمر برجمه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

وقال فقيه العصر الشيخ ابن عثمين رحمه الله تعالى : 

الطباع السليمة تكره أن تذكر هذا الشي باسمه إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، فإنه قد يصرح به، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لماعز وقد أقرّ عنده بالزنى : (أنكتها لا يكني) ، لأن الحاجة هنا داعية للتصريح حتى يتبين الأمر جليا، ولأن الحدود تدرأ بالشبهات .

وقوله : [ (لما أتى ماعز) أي واعترف بالزنا 
(غمزت) أي فظننت أن هذا زنا والغمز هو الجس برؤوس الأصابع أو وضع اليد على العضو أو هو إشارة العين. (لا يكني) أي صرح بهذا اللفظ ولم يكن عنه بما يدل عليه وفي معناه] / تعليقات الدكتور مصطفى ديب البغا .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

Find a sponsor for your web site. Get paid for your great content. shareasale.com.
التنقل السريع